أقيمت مساء الثلاثاء 12/2/1434هـ بنادي أبها الأدبي محاضرة بعنوان (قضايا شبابية معاصرة , الابتزاز, الثقافة الرقمية, الدرباوية) وقد بدأت بتقديم لمدير الأمسية الدكتور محمد طاهر, ثم بدءَ الحديث حول القضية الأولى مع الأستاذ عبدالرحمن القحطاني بمصاحبة عرضاً مرئياً, وقد تحدث الأسمري عن مصطلح الثقافة الرقمية وقسمه إلى ثلاثة أقسام هي: الابتزاز المالي, والابتزاز العاطفي, والابتزاز الرقمي, وتطرق خلال حديثه إلى دور الأسرة والتربية وأهميتها ودور إمام المسجد وأهمية دوره في التوعية بأخطار الابتزاز, ثم تحدث عن أسباب الابتزاز وذكر منها: ضعف الوازع الديني, ودخول وسائل الاتصال الحديثة في حياة الأسرة, وكثرة العمالة الوافدة والتي تعمل في المحال التجارية وتعطيل تأنيث, والقنوات الفضائية, وعدم تأدية أفراد الأسرة لواجباتهم, وعدم مراقبة الآباء لبناتهم ورعايتهم, وحب التجربة والتقليد والتأثر بالأصدقاء, وأوضح أن من آثار قضايا الابتزاز نشر الجريمة في المجتمع, وقتل وهدم الشخصيات (الضحايا), ويتسبب في نشر الأمراض النفسية والجنسية في المجتمع, وينشر الفوضى والخوف الرعب, وتحدث عن أشكال الابتزاز وأهم الحلول المقترحة لمعالجة المشكلة.
ثم تحدث الأستاذ أحمد محمد الميموني من خلال عرض مرئي عن الثقافة الرقمية وبخاصةٍ مواقع التواصل الاجتماعي وبدءَ حديثه بتعريف للمصطلح, ثم تناول الموضوع من خلال عدة محاور, تحدث في الأول عن أسباب ظهور واستخدام برامج التواصل الاجتماعي, ومظاهر السلوك المتعلق باستخدامها وقسمها إلى قسمين إيجابي وسلبي, وفي المحور الثاني تحدث عن تحديد المشكلة وحجمها, وعرض مجموعة من الأسباب المؤدية إلى ظهور المشكلة, وبين عدداً من الحلول الإجرائية المقترحة بصفة عامة للمشكلة.
وتحدث الأستاذ محمد بن جاري الأسمري في القسم الثالث من المحاضرة بعنوان الدرباوية مبيناً مفهومها وبداية الظاهرة ووقت دخولها للملكة العربية السعودية ووصولها إلى أبها مؤخراً, وبين أن البداية كانت عبارة عن تجمع من أجل السيارات المعدلة ثم تطور إلى الاستعراض ثم التفحيط ثم أحدث منحى خطير لدى الشباب, وعرض خلال حديثه صوراً ومقاطع فيديو من المنتديات والعضويات الخاصة بهذه الفيئة على الآنترنت, وأوضح المظهر العام للدرباوية والمشتمل على لباسهم وسياراتهم والعبارات التي تكتب عليها, تحدث عن عناصر الدرباوية والتي تنقسم إلى: الطارة, والمعزز, والمنظم, والموجه, والفني, والمصورين, والجمهور, ودور كل عنصر من هذه العناصر, أوضح الممارسات التي يمارسونها ومنها: المسيرة, والتفجير, والدعمة, والدفنة, معرفاً بهذه المصطلحات والتي تتم عادةً بسيارات مسروقة, وبين الطرق التي تستخدمها هذه الفيئة للتواصل بينهم وتحديد أماكن التجمعات, كما أوضح بعضاً من رموزهم التي يستخدمونها ومنها رموز منسوبة للقبائل وقدم شرحاً لهذه الرموز, كذلك عرض خريطة توضيحية تبين أماكن تجمعهم في منطقة عسير وطريقة اختيارهم لتلك الأماكن والتي تتداخل ما بين المحافظات والمناطق الإدارية حتى تقوم الأجهزة الأمنية بتقاذف الأمر بينها كون المكان غير محدد, وقال إن من المظاهر السلبية لهذه الظاهرة انتشار السرقات وبخاصة السيارات مستنداً على إحصائيات وزارة الداخلية بهذا الخصوص, وكذلك المشاجرات الناجمة عن هذه التجمعات, وحمل السلاح, وانتشار القضايا الأخلاقية المحرمة شرعاً, كما تحدث عن انتقال أثرهم إلى صغار السن من خلال ألعاب الكمبيوتر والبلاستيشن وتفاعل الشركات المصنعة مع طلبات السوق بتصميمها ما يحاكي الظاهرة, وعزى الأسباب التي أدت إلى نشوء الظاهرة لعدة أسباب منها: البطالة, والفراغ, وفي ختاك حديثه وضع حلولاً مقترحة لمكافحة ظاهرة الدرباوية مثل: إنشاء الميادين الخاصة بهوايات الشباب على أن تكون خاضعة للرقابة اللازمة, والسعي إلى توظيف العاطلين, والتوعية من خلال المدارس والمساجد.
في ختام الأمسية تحدث الأستاذ أحمد التيهاني عضو مجلس إدارة النادي والذي قال يشهد الله بأن الدمعة سقطت من عينيّ وأنا أتابع مثل هذه المقاطع المأسوية والتي وصل لها شبابنا وأشار إلى أن المسألة مسألةً ثقافيةً, وقدم شكره للمحاضرين ودعا الأستاذ حسن مانع آل عمير عضو النادي إلى تكريم المشاركين في المحاضرة وتقديم الدروع التذكارية لهم.