برعاية صاحب السمو الملكي
الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز
أمير منطقة عسير
نادي أبها الأدبي عبر مسيرته التي بلغت أربعة عقود من العمل الثقافي والإبداعي اكتنز تاريخًا كبيرًا ومتنوعًا يستحق العناية والاهتمام. وحفظُ هذا التاريخ واستنطاقه مهمتان يحاول مجلس الإدارة الاضطلاع بهما بحسب ما يمنحه الوقت والجهد والإمكانات المادية، وتعاون المعنيين بالحراك الثقافي ورموزه وما انطوى عليه من علاقات اجتماعية ومؤشرات لا تقف عند حدود العمل نفسه، ولكنها تتوزع إلى محركات أو مصادر أو موجهات نحو خيار دون آخر. والصورة ليست تقييدًا للحظة إلا في أقل درجات الأهمية، وأدنى سلم الأولوية، ولكنها بعث للزمن من مراقد النسيان، وإطلاق للقيود، وأيقونة تنفتح على الحياة بصخبها وخصوبتها من خلال جهد المحلل اللبيب، ومستنطق التاريخ، اللذين يلتقطان الإشارة ويتتبعانها ويتفحصان ما فيها من آثار؛ ليكشفا عن حقيقة الحياة وسمتها، وكأنما هما الآثاري الذي يبحث في الحفريات عن حكاية تستحق الرواية، أو فيلسوف ينشئ حقيقة تستحق الإعلان. وبين متعة الحكاية وواجب الحقيقة تتراوح دلالة ممتدة للصورة لا تطويها استدارة الأفق، ولا يلغيها غياب ما وراء حواف بؤرة العدسة؛ لأنها لا ترتهن لجسدٍ يظهر أو يغيب، بقدر ما تنبث إشاراتها متطايرة في فضاء رحب من التأويل.
هذا المشروع الذي نقدمه لرواد النادي وأعضائه وللأدباء ودارسي علم الاجتماع …إلخ بذل فيه الفريق المكلف جهدًا مضنيا، لأن مطاردة الحدث الثقافي، ثم انتشال الصور التي تتصل به من براثن الضياع والتلف، ثم أرشفتها، ورفعها بجودة عالية على الشبكة، والتعليق عليها ليس بالأمر الهين، ولا سيما حين نعرف حجم المشروع الذي اشتمل على تاريخ يقترب من أربعين عاما، وفرز للصور بحسب دورات مجالس إدارات النادي، ثم بحسب السنوات، ثم بحسب الأحداث؛ بحيث يمكن للمتصفح البحث بالأسماء أو السنوات أو الأحداث عما يريد.
وقد تجاوز مجموع ما رفع من الصور خمس عشرة ألف صورة، كل صورة منها هي حكاية تمتع أو حقيقة تعلن.. وحسب المشروع من النجاح إتاحة هذا العدد الوفير لذاكرة لن تشيخ بعد ثوثيقها، ويبقى المشروع منفتحًا على المراجعة والتصويب، والإضافة، وسيجري العمل على تكليف فريق للمراجعة للوصول إلى المعلومة الدقيقة أو التعليق الأقرب على كل صورة من الصور المرفوعة.. وسنتيح للمتصفحين فرصة إضافة تصحيحهم لأية معلومة تتعلق بالحدث أو الزمن أو الشخصيات، أو إضافة الصور التي لديهم لتاريخ النادي والفاعلين فيه بحيث نستقطب ما بيد الناس من صور انفردوا بها، أو تكون قد تلفت في الحفظ في النادي أو فقدت، ونعد بنسبة كل صورة إلى من وفرها حفظا للحقوق الأدبية. وفي الختام لا يسعني إلا أن أتقدم بجزيل الشكر ووافر التقدير للزملاء رئيس وأعضاء فريق الذاكرة الفوتوغرافية للنادي على جهودهم وحرصهم، كما هو الشكر للزملاء أعضاء مجلس الإدارة الذين لولاهم لما أنجز هذا المشروع.. والدعوة الصادقة باسمي وأسماء الزملاء لجميع المهتمين لتزويد النادي بما لديهم من أرشيف فوتوغرافي لتضمينه ذاكرة النادي ليفيد منه الباحثون ويبقى ماثلا في ذاكرتنا الفوتوغرافية..
والحمد لله أولا وآخرًا
د. أحمد بن علي آل مريع
المشرف العام على الذاكرة الفوتوغرافية
رئيس مجلس إدارة نادي أبها الأدبي