في حضورٍ جماهيريٍ مُتميز نظمت اللجنة الثقافية التابعة للنادي الأدبي في تُنومة لقاءً ثقافيًا فريدًا من نوعه حيث استضافت اللجنة المهندس البريطاني : رون كانتي Ron Canty الذي يحل ضيفًا على محافظة تُنومة بدعوة من رئيس مجلس أهالي تُنومة رجل الأعمال / علي بن سليمان الشهري . بعد الجهد الواضح والدور الكبير لصحيفة تنومة الالكترونية ورئيس تحريرها الاستاذ / عبدالله غرمان الشهري في التنسيق والترتيب لزيارة المهندس منذ ما يقارب العام .
وقد بدء اللقاء الذي عُقد في مكتب الدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات في تُنومة بعد صلاة العشاء من مساء الخميس 12 / 12 / 1434هـ بتقديمٍ لسعادة أمين اللجنة الدكتور / علي بن فايز أبو هاشم الذي رحب فيه بالحضور والمحاضر في هذا اللقاء الشهري الذي اغتنمت فيه اللجنة وجود ضيف ( مجلس الأهالي ) بين ربوع تُنومة الزهراء ليكون متحدثًا لأبناء المنطقة عن ذكرياته فيها منذ ما يقرب من أربعين عامًا مضت . ثم القى سعادة عضو مجلس إدارة النادي الأدبي في أبها والمشرف على اللجان الثقافية بالمنطقة الأستاذ الدكتور / صالح أبو عرَّاد كلمة قال فيها :
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، أما بعد :
فباسمي شخصيًا ، ونيابةً عن السادة أعضاء اللجنة الثقافية التابعة لنادي أبها الأدبي في تُنومة أرحب بكم أيها السادة الحضور ، وأرحب ترحيبًا خاصًا بضيفنا في هذه الأمسية المهندس : رون كانتي الذي يحمل لقب ( عاشق تُنومة ) ، بعد أن أتيحت لنا فرصة اللقاء به هذه الليلة لنسعد بالاستماع إليه وإلى ذكرياته عن تُنومة والتي ترجع إلى ما قبل أربعين عامًا تقريبًا عندما كان يعمل مع الشركة المنفذة لطريق الطائف – أبها .
أيها الحضور الكرام : إن سعادتنا اليوم بلقاء ضيفنا نابعةٌ من كونه مهتمًا بأحد فروع الشأن الثقافي الذي يتحدث لنا عن ذكرياته الجميلة بالكلمة المنطوقة والصورة المنظورة في جزءٍ من بلادنا الغالية المملكة العربية السعودية ، ويوضح بجلاء ما تعيشه بلادنا – ولله الحمد والشكر – من تطورٍ وتقدمٍ حضاريٍ يشهد به كل منصف ، ولعل خير دليلٍ على ذلك ما تختزنه ذاكرة الكاميرا الخاصة بضيفنا السيد / رون كانتي التي سجلت منذ أربعة عقودٍ مضت العديد من اللقطات والصور لأماكن متفرقة من تُنومة ، وفي كل صورةٍ منها دلالاتٌ واضحات على الكيفية التي كان عليها واقع الحال في ذلك الوقت . ولنا بطبيعة الحال أن نُقارن بين ما كانت عليه تُنومتنا في الماضي القريب ، وما آلت إليه في وقتنا الحاضر .
وختامًا : أشكر الله تعالى ، ثم أشكر كل من أسهم في انعقاد هذا اللقاء من الإخوة الأفاضل في مجلس أهالي تُنومة ، وفي اللجنة الثقافية ، وفي مكتب الدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات في تُنومة ، وغيرهم من الإخوة الكرام الذين أثبتوا بما لا يدع مجالاً للشك أن عقد هذا اللقاء إنما هو عملٌ تعاونيٌ تُنوميٌ متميز ، ولاسيما أنه يحمل بين طياته الكثير من دلالات الوفاء والاحتفاء ، والبذل والعطاء ، والاعتراف بالفضل لأصحاب الفضل ، والله تعالى أسأل لنا جميعًا التوفيق والسداد ، والهداية والرشاد ، والحمد لله رب العباد .
جاء بعد ذلك دور المهندس عاطف بن عبد العزيز بن عاطف ليتولى تقديم الضيف والقيام بمهمة الترجمة .
كانت بداية الحديث للضيف بالتعريف بنفسه فقال : إنه مهندس بريطاني شارك في العمل بمشروع الطريق الإقليمي الطائف – أبها كمهندس للجسور والكباري خلال الفترة من عام 1393هـ إلى عام 1395هـ الموافق للفترة من 1973م – 1975م ، وأنه كان يعمل مع الشركة المنفذة وهي شركة بن لادن ، وقد جاء إلى تُنومة شابًا وكانت عبارة عن قرى متناثرة إلا أنها كانت متميزة بالجمال الطبيعي والمناخ المعتدل الذي لم يكن يتوقعه في السعودية بعامة ، ثم عندما غادرها ظلت ذكراها الجميلة في نفسه ، وقال : إنه سعيد جدًا بعودته إليها ، ولاسيما أنه منذ أن ترك تنومة لمدة ( 38 ) عامًا والحنين والشوق إلى تنومة كان يشغل عليه فكره ويُمثل الهاجس الذي جعله يبحث عن تنومة ويتتبع أخبارها في وسائل الإعلام الغربية الممكنة ، ويُحاول معرفة أخبارها حتى وجد ضالته منذ ما يقرب من عشر سنوات من خلال ( موقع تنومة الإلكتروني ) الذي كان بمثابة خيط الأمل الذي تحقق من خلاله حلم حياته ؛ فعن طريق تواصله مع الموقع ومع صاحبه الأستاذ / عبد الله غرمان تحقق له ما أراد حيث أسهم الموقع في التمهيد والتخطيط لهذه الزيارة التي يؤكد أنها كانت بمثابة الحلم الكبير .
تحدث المهندس بعد ذلك عن بعض المواقف والذكريات التي لا تزال ذاكرته تختزنها عن تنومة وعن المشروع الذي شارك فيه ، والذي قال إنه كان يشمل المنطقة من ( بللسمر إلى شمال النماص ) . وقام بعرض بعض الصور التي كانت بحوزته والتعليق عليها والحديث عن ذكرياته مع كل صورة منها .
عقب ذلك تحدث عن بعض المواقف الطريفة التي حصلت له خلال فترة إقامته في تُنومة ومنها : حبه لتسلق الجبال ، وتعدد جنسيات العاملين في المشروع ، وذكرياته مع إنشاء الجسور التي ذكر أن عددها بلغ ثلاثة وعشرين جسرًا ، ومشاركاته في بعض المناسبات والأفراح لأهالي المنطقة ، وعن شعره الطويل الذي سبب له العديد من المواقف المحرجة ، وكيفية حصولهم على الأطعمة وبعض الاحتياجات الاستهلاكية من سوق سبت تنومة ، وغير ذلك من المواقف الأخرى .
بعد ذلك تم فُتح باب المداخلات والتعليقات من لدن الحضور الذين غصت بهم قاعة اللقاء ، والذين وجهوا للضيف الكثير من الأسئلة ، وكانت لهم بعض المشاركات والتساؤلات التي عقب عليها الضيف ، وأجاب عن ما اشتملت عليه من استفسارات .
وفي نهاية اللقاء قام سعادة أمين اللجنة بدعوة الدكتور صالح أبو عراد المشرف على اللجان الثقافية في المنطقة لتسليم الضيف درع اللجنة مختتمًا بذلك اللقاء ، ثم جرى التقاط بعض الصور التذكارية للحضور مع الضيف .