أوضح صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير خلال رعايته ملتقى الهوية والأدب والذي ينظمه نادي ابها الأدبي أن الملتقى كما هو معنون ” الهوية والأدب ” وهو عنوان يحتاج إلى البحث و التدقيق والدراسة , وبوجود هؤلاء الأدباء والمثقفين بإذن الله سوف تظهر في نهاية الملتقى بعض التوصيات والتي سوف تطبق لكي يبرز الأدب والهوية العربية وتصبح اضحة المعالم .
وفور وصول سموه مقر الحفل بفندق قصر أبها افتتح المعرض المصاحب للملتقى والذي يحتوي على عدد من الصور والوثائق التاريخية ,عقب ذلك بدأ الحفل الخطابي بالقرآن الكريم , ثم قدم رئيس مجلس إدارة نادي أبها الأدبي الدكتور أحمد بن علي آل مريع كلمة الملتقى تحدث فيها بقوله ” نجتمع ولمدة ثلاثة أيام هي زمن هذا الملتقى العربي في وطن السلم والأمن والمحبة , بلد الاجتماع على الخير وعلى ماينفع الناس ويعمر الارض , نجتمع لمقصد العلمية والمعرفية ولمحاولة الوقوف على موضوع مهم وجدير بالعناية والاهتمام بل على أعلى درجات الاهمية وهو موضوع الهوية والادب ” وأضاف آل مريع ” ذلك أن المرحلة التاريخية التي يجتازها العالم اجمع مرحلة تتصف باختفاء الحواجز وغياب الموانع الطبيعية والثقافية واقتحام قلاع الخصوصية الفردية والثقافية في كل لحظة وفي كل مكان والتغير والتنوع الشديدين اللذين أصبحا سمتين من ابرز سمات العصر . ومن هنا كان سؤال الهوية سؤلاً مهما جداً يحرض على فهم العلاقة المركبة بين الإنسان وبين التاريخ والجغرافيا والأفكار من جهة وبين الذات الآخر من جهة ثانية وبين الممكن والمتمكن من جهة ثالثة . ولعل في طرح سؤال الهوية في سياق الأدب والأدبية مايجمع بينهما , وكل منهما مشكل بحد ذاته وتحرير الأفق لهذه العلاقة المزدوجة يستدعي معالجة موضوع الهوية في أكثر من جانب بدءاً من الفكرة والقيم الأخلاقية والانتماء مروراً بالموقع والحدود والأنماط وممارسة الفعل والكتابة ”
تلى ذلك كلمة المشاركين من خارج المملكة العربية السعودية قدمها نيابة عنهم الباحث والناقد التونسي الدكتور حاتم الفطناسي قدم في بدايتها التحية والشكر والامتنان والوفاء إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – وأصفاً إياه بالملك القريب من شعبه الحفي بقضاياه وحاجاته السامع لشكواه رافع لواء العدل والإنصاف , الشاملة مكرماته ربوع المملكة وخارجها مشرقاً ومغرباً , الملك المثقف صديق المثقفين والإعلاميين راعي القيم رافع التحديات الذي ينتظر منه المثقفون والمبدعون حملة مشعل التقدم , وقدم شكره لسمو أمير المنطقة على رعايته وتشجيعه للأنشطة الثقافية والعلمية ولإدارة النادي الأدبي بأبها على تنظيمهم مثل هذه الملتقيات والتي من شأنها الرقي بالعقل والفكر العربي وغرس منظومة القيم في أوساط الشباب
ثم قدم الباحث والناقد الدكتور محمد بن مريسي الحارثي كلمة المشاركين من داخل المملكة تحدث خلالها عن الهوية الأدبية والأسس التي تقوم عليها الحضارة في رباط المجتمعات ومن أبرزها النص اليقيني الذي ينتمي إليه كل كلم وعمل وسلوك ويتبعه أسّ اللغة الذي يجتمع المثقفون اليوم من أجلها وأسّ القومية الذي أخذت منه الأوطان واللغة بعض وظائفه وكذلك المشترك الحضاري الذي أنتج لنا مجتمعاً تقوده البطولات على مستوى من القيادة الحصيفة التي نعيش أجواءها هذه اللحظة التاريخية في ذلك القرار الشجاع الذي وقف به خادم الحرمين الشريفين – أيده الله – ليعيد الحقوق إلى أهلها ويصحح المسار الذي اختل في غفلة من الزمن بل في غفلة من المجتمع العربي, حتى قام – حفظه الله – بالدعوة إلى ” عاصفة الحزم “, والتي أنتجت التحالف العربي الكبير, والذي تبعه ذلك التحالف الدولي وصدور القرار الأممي 2216 الذي جاء ليعيد للأمة العربية هويتها التي كادت أن تنترس لولا أن قامت هذه القيادة الحكيمة بمهمتها التاريخية والقيادية في إعادة الحقوق إلى أهلها.
وأضاف الدكتور الحارثي أن المثقفون اجتمعوا في هذا المكان ليناقشوا الهوية العربية والأدب ليقدموا خبراتهم ورؤاهم لتتبلور في بيان تتحقق منه أهداف الملتقى.
والقى الشاعر والأديب أحمد بن عبدالله عسيري قصيدة شعرية بهذه المناسبة
وفي نهاية الحفل تسلم الأمير فيصل بن خالد العضوية الشرفية لسموه من رئيس مجلس إدارة نادي ابها الادبي