استضاف نادي ابها الادبي الإعلامي والباحث الدكتور صالح بن ناصر الحمادي الذي حاضر عن(المجتمع العسيريلافي العهد السعودي) وقد ادار الحوار عبد الله احمد الأسمري عضونادي ابها الأدبي والذي رحب بالحضور وقدم السيره الذاتيه للضيف ثم بدا المحاضر ،وقد بدا المحاضر فقال شكرا لنادي أبها الأدبي على هذه الدعوة الكريمة وشكرا لكل من شرفني بالحضور هذه الليلة .حيث حضيت المحاضره بحضور كمي ونوعي حيث ان البعض يدخل النادي لأول مره وقال المحاضر:
سوف اتحدث في ثلاثة محاور… الأول دعاية لعل لنا فيها أجر حيث اشار الي جمعية المعاقين والتي يشرف عليها في عسير وتبرع بريع كتابه (فرسان من عسير والذي دشنه في نادي ابها الادبي لصالح الجمعيه, والمحور الثاني والثاني محاضرة عن عسير وسكانها كمجتمع في العهد السعودي الميمون…. والمحور الثالث تدشين إصداري الجديد ” فرسان من عسير ” وتقديم نسخة إهداء للحضور.
وقال المحاضر :هناك شبه اتفاق بين أغلب المؤرخين على إن بداية الحياة البشرية لا ترتبط بأدم عليه السلام وبالتالي فهو ليس أبو البشرية بل أبو الانسان بتركيبته وتكوينه الحالي منذ هبوطه على هذا الكوكب إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .
أدم أبو الانسان وليس أبو البشرية والخلاف قائما حول أسبقية أدم من البشر بعد هبوطه للأرض ويذهب كبار المؤرخين إلى إن أدم أتى بعد سلالات بشرية، ومنهم ابن الأثير و الطبري…. والمقريزي الذى أنشأ مدرسة التاريخ … وهيرودوت واللاهوتي الشهير كلارك … وركز على هذه الجدلية المؤرخ المصري الجبرتى وهو من أصل حبشي ، بل حتى زغلول النجار دخل في جدلية واسعة النطاق مع عبد الصبور شاهين وبالتالي الأغلبية يشيرون إلى نشأة الحياة البشرية على كوكب الأرض قبل آدم عليه السلام بملايين السنين وأن الصراعات بين الجن والانس للسيطرة على كوكب الأرض كانت عنيفة واستمرت حقبة من الزمن وبعض المعارك كانت بقيادة ” عزازيل ” الذي أصبح فيما بعد الشيطان الرجيم لرفضه السجود لأدم عليه السلام.
وهذه أمور جدلية ولن نتعمق في علم الأنثروبولوجيا، فالقرآن الكريم حدد وظائف الانسان في الارض ، وهذا يكفي.
هبط آدم لكوكب الأرض فكانت بداية جديدة للإنسان بخصاصه الحالية وأول ذريته هابيل وقابيل وبعد ذلك ظهر النبي نوح والذي كان له أربعة أبناء، الذي يجب أن ننطلق منه في هذا السرد والتتبع التاريخي كلام صفوة البشر محمد صلى الله عليه وسلم الذي يشير إلى إن للنبي نوح عليه السلام أربعة أبناء من الذكور هم: ( يافث – سام – حام – كنعان ) وهذا الأخير هو الذي لجأ إلى الجبل ليعصمه من الماء فكان من المغرقين أما الثلاثة الباقون فإن كل من على وجه هذه الأرض اليوم من سائر أجناس بني آدم ينسبون إلى أولاد نوح الثلاثة الباقين ( سام وحام ويافث ).
وهذا كلام موثق تاريخيا عن طريق صفوة البشر محمد صلى الله عليه وسلم وكان الإمام مالك يأخذ تلاميذه ويذهب بهم ومن ضمنهم الشافعي لقبر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ويقول لهم كلٌ يؤخذ من كلامه ويرد عليه إلا صاحب هذا القبر الذي لا ينطق عن الهوى.
وروى الإمام أحمد أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ( سام أبو العرب وحام أبو الحبش ويافث أبو الروم ). وقد روي عن عمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثاً مثله جاء فيه: ( والمراد بالروم هنا الروم الأول وهم اليونان المنتسبون إلى رومي بن لبطي بن يونان ابن يافث بن نوح )
وذكر القلقشندي في نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب أنه وقع الاتفاق بين النسابين والمؤرخين أن جميع الأمم الموجودة بعد نوح عليه السلام دون من كان معه في السفينة، وعليه يحمل قوله تعالى: { ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ..}الإسراء3 وقوله تعالى: { وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمْ الْبَاقِينَ }الصافات77 …. ومن ذرية نوح ظهرت أمام منهم أربعة ملكوا الدنيا من مشرقها إلى مغربها .
وتعاقب على البشرية امم سادت ثم بادت من ضمنها أشهر وأغنى دولة شهدها التاريخ البشري دولة ” سبأ” كما ورد في القران الكريم.
وبعد سقوط هذه الدولة انتشروا في أرجاء المعمورة واستقر بعضهم في مكة ” جرهم” وفي يثرب الأوس والخزرج … في بلاد قحطان مذحج ” هامة العرب ” وفي بلاد شهران خثعم… وفي بلاد عسير الأزد
قبل البعثة المحمدية تكونت دولة ذات شأن عظيم في بلاد عسير عاصمتها ” جرش وقد دخلت بلاد عسير في الدين الإسلامي بدون جهاد عن طريق التجار بين مكة وعسير عدا العاصمة ” جرش” التي شهدت حصار جيش صُرد بن عبد الله والمعركة الشهيرة حول جبل ” شكر” وقد ذهبت الوفود من بلاد عسير إلى المدينة المنورة لمقابلة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وأشهر هذه الوفود وفد صرد بن عبد الله الذي أمره على بلاد عسير وكلفه بمواجهة الكفار مما يليهم …. ووفد سويد أبن الحارث حيث دار بينهم وبين الرسول صلى الله عليه وسلم حديثا شيقا يعد وثيقة تاريخية فقد سألهم صلى الله عليه وسلم عن حقيقة ايمانهم فقالو ورثنا خمس عشرة خصلة خمس منها أمرتنا بها رسلك أن نؤمن بها وخمس أمرتنا أن نعمل بها وخمس تخلقنا بها عن آبائنا وأجدادنا فنحن عليها الآن إلا أن تكره منها شيئا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” وما الخمس التي أمرتكم بها رسلي أن تؤمنوا بها ” ؟ قلنا : أمرتنا أن نؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت . قال ” وما الخمس التي أمرتكم أن تعملوا بها ” ؟ قلنا : أمرتنا أن نشهد ألا إله إلا الله وأنك محمد رسول الله ونقيم الصلاة ونؤتي الزكاة ونصوم رمضان ونحج البيت الحرام من استطاع إليه سبيلا فقال ” وما الخمس التي تخلقتم بها في الجاهلية ؟ ” قالوا : الشكر عند الرخاء والصبر عند البلاء والرضى بمر القضاء والصدق في مواطن اللقاء وترك الشماتة بالأعداء . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” حكماء علماء كادوا من فقههم أن يكونوا أنبياء ” ثم قال وأنا أزيدكم خمسا إن كنتم كما تقولون فلا تجمعوا ما لا تأكلون ولا تبنوا ما لا تسكنون ولا تنافسوا في شيء أنتم عنه غدا زائلون واتقوا الله الذي إليه ترجعون وعليه تعرضون وارغبوا فيما عليه تقدمون وفيه تخلدون فانصرف القوم من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وحفظوا وصيته وعملوا بها .
عسير في العهد السعودي
الذين يعرفون مناطق البلاد قبل الحكم السعودي بما فيها منطقة عسير يعلمون تماما كيف كانت الأوضاع ويعرفون كيف أصبحت منذ وحدها الملك عبد العزيز – رحمه الله – حتى وقتنا الحاضر …. نعم الأمن والاستقرار الذي تنعم به بلادنا لا يعادلها أي شيء ومحللي السياسة وخبراء التحليل الاجتماعي يرون حجم السلام النفسي والاجتماعي الذي يميز حياة السعوديين والفوارق وضاحة للعيان بين أمن واستقرار داخلي وفوضى واضطراب في دول أخرى ، وقد تحقق ذلك لبلادنا بالتركيز على تطبيق شريعة الله والعدل والحكمة في المواقف الصعبة، وهذه المميزات في الحياة العامة التي تحياها المملكة العربية السعودية ، ويتمتع بها المواطن والمقيم والوافد إليها بفضل الله تعالى ، فالمحافظة على القيم الإسلامية ، وتطبيق شريعة الله وترسيخها ونشرها ، والدفاع عن الدين والوطن ، والمحافظة علي الأمن والاستقرار الاجتماعي للبلاد كلها دعامة التنمية في المملكة ومنبع الاستقرار فيها لن اتطرق إلى الجانب التاريخي في منطقة عسير كأحداث، فقد أشبع هذا الجانب أكاديميون كثر، وإنما سنتطرق للجانب الاجتماعي كتوثيق تاريخي للأجيال المقبلة، ولا بأس من جرد تاريخي مختصر.
قبل حوالي مائة عام، وبالتحديد في شهر ذي القعدة عام 1328هـ (1908م) عمت الفوضى منطقة عسير، وتزامن ذلك مع ثورة 1908م على السلطان عبد الحميد من قبل جمعية الاتحاد والترقي، وزادت الأوضاع سوءاً مع الحرب العالمية الأولى، ورحيل الأتراك المفاجئ، فانتشر الخوف والفقر والفتن، وانعدام الأمن، والاستقرار وهما مقومات الحياة البشرية في كل مكان وكل زمان ، حتى دخول منطقة عسير تحت حكم الدولة السعودية الثالثة، فكانت مرحلة التغيير للأفضل عند انضمام منطقة عسير إلى ركب الوحدة المباركة تحت الحكم السعودي عام 1338هـ – 1918م، وكانت منطقة عسير سعيدة بهذا الاستقرار مع الدولة السعودية الجديدة التي تعتمد تطبيق الشريعة الإسلامية منهج عمل وحياة، وقد زادت الوحدة الوطنية ترسيخاً وثباتاً مع مَقدَم الملك فيصل بن عبدالعزيز قائداً للقوات السعودية في عام 1340هـ – 1920م، حيث مُهدت الأوضاع، وقام بإصلاحات عدة، وشهدت المنطقة بعد ذلك استقراراً وتطوراً في كل المجالات .
ثم بدأت بعد ذلك مرحلة الأمير خالد الفيصل، وهي حقبة مهمة، حيث تحولت جماليات عسير الطبيعية إلى استراتيجية اقتصادية سياحية ثرية، وتحولت عسير إلى منطقة حضارية بكل المقاييس، ثم بدأت مرحلة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد.
أول أمير من آل سعود ليس الأمير خالد الفيصل، كما يعتقد بعضهم، بل إن أول أمير لمنطقة عسير من الأسرة السعودية الحاكمة هو الأمير فهد بن سعد، وكان من المقرر أن يباشر في منطقة عسير عام 1391هـ، ولم يتم ذلك لظروف نجهلها، فصدر قرارٌ ملكي بتعيينه أميراً لحائل، وتعيين الأمير خالد الفيصل أميراً لمنطقة عسير عام 1391هـ/ 1971م، وهنا نورد قائمة حكام عسير في العهد السعودي:
وقال الحمادي عن كتابه فرسان من عسير هذا الكتاب ركز على الجوانب التاريخية الاجتماعية؛ لأن التاريخ الاجتماعي محصور في محاولات قليلة جداً، ولعل في هذا الكتاب الذي أقدّمه للقارئ الكريم جزءاً من الرصد التاريخي الاجتماعي لمنطقة عسير، كما أعترف في هذا الرصد التاريخي الاجتماعي أن هناك قصوراً في رصد كل ما يتعلق (بفرسان من عسير)؛ لشح المعلومات، وقصور في رصد تاريخ أسر مهمة للغاية؛ لضعف التجاوب من بعض الأسر التي لها تاريخ يستحق التوقف عنده، ونأمل أن يكون هناك رصد آخر توثيقي اجتماعي لمنطقة عسير في السنوات المقبلة بإذن الله.
وقال المحاضر: لعل من أهم دوافعي لتأليف هذا الكتاب حرصي على حفظ الأنساب والأعلام لأهمية ذلك للأجيال المقبلة …. ولأن علم النسب علم أصيل شريف جليل القدر رفيع المنزلة ،…. يقول الرسول عليه الصلاة و السلام : ( تعلموا من أنسـابكم ما تصلون به أرحامكم ) ولو لم يكن في علم النسب منفعة لما اشتغل به الصحابة و التابعون وأكابر العلماء ، رضي الله عنهم أجمعين ..
صادف دَرُّ السيل درّاً يدفعه يَهيضه حيناً وحيناً يصدعُهْ
أما والله يا أخا قريش لو لبثت لأخبرتك أنك من رعيان قريش ولست من الذوائب. فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك فتبسم. فقال عليّ رضي الله عنه: يا أبا بكر، لقد وقعت من الغلام الأعرابي على واقعه. فقال: يا أبا الحسن، ما من طامة إلا وفوقها طامة.
دغفل أصبح أشهر نسابة العرب وكان يحفظ انساب القبائل ويزور الملوك ويقيم عندهم كمرجع تاريخي وقد عاش أخر أيامه في ضيافة الخليفة الأموي معاوية وكلفه بتربية أبنه زياد وهو يستطيع واستشهد بنسب رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم الذي يتكون من ثمانيه وعشرين اسماوذكر ذلك في المحاضره.
ولقد شهدت منطقة عسير في العهد السعودي الزاهر بروز عدد كبير من الرجال الذين شقوا طريقهم نحو النجاح في كل المجالات، فهناك من انطلق من ظل الزمان والمكان ليتبوأ بالعلم والإبداع أعلى المناصب، وهناك من أتى من بعيد ليمضي كل حياته، أو جلها، هنا في عسير، ويقدّم صور مواطنة رصدنا جزءاً بسيطاً منها.
كل من وردت أسماؤهم في هذا الكتاب فرسان يشار إليهم بالبنان، وهناك فرسان لم نصل إليهم، ونحن نفخر ونعتز بالجميع. وقد ركزت على الشأن الاجتماعي كتاريخ يقدّم بصورة غير متكاملة، وهذه محاولة بسيطة لرصد جزء يسير من تاريخ عسير الاجتماعي، لعلنا نحفظ للأجيال المقبلة ما توصلنا إليه من الأسماء والأنساب والوجهاء، والناس مؤتمنون على أنسابهم ما لم يدّعوا شرفاً، وقد ورد عن الخليفة عمر بن الخطاب، رضي الله عنه قوله (لا تَكُونُوا كنَبَطِ السَّوادِ، إذا سئل أحدهم من أين أنت؟ قال: من قرية كذا)..
وقال المحاضر :لا أدعي شمولية الكتاب لكل الأسر المهمة والوجهاء، فلا تزال هناك أسر وشخصيات تستحق التقدّيم…. لم أتجاهل أحداً ممن عرفته أو دلني عليه الأصدقاء.
مصادر الكتاب مشايخ القبائل ورموز الأسر التي شملها الكتاب، وقد حصلت منهم على وثائق مهمة قد نستفيد منها مستقبلاً.
وشكر في الختام كل من طلب المساعده في طباعة هذا الكتاب وقال من باب الوفاء والتقدير أشير لمن اهتموا بهذا المشروع المتواضع، ووجدت منهم الدعم المعنوي، والإثراء المعلوماتي، لعل في مقدمتهم الدكتور سعد بن عثمان (واللجنة المعاونة له، ولم أتشرف بمعرفتهم) والأستاذ الكريم عبدالله بن علي بن عفتان ( اهتم بالمتابعة من بداية الفكرة إلى النهاية)
تم توثيق الكتاب ببعض الصور القديمة من أرشيف الأستاذ الأديب أحمد مطاعن، ومن الأستاذ أحمد محمد نيازي، ومن منتديات عسير، ومنتديات خميس مشيط، ودعم الفكرة الأخ والصديق أنور خليل، فلهم مني الشكر والتقدير.
ثم وجدت المحضره ملاحظات وثناء من الحضور ومنهم عبد الله بن عفتان والدكتور سعد بن عثمان ومبارك المطلقه ويحي الشبرقي والعديد من الاسئلة وكان هناك كم من الاسئله احيلت للمحاضر .
وقد ختم الامسيه الدكتور احمد على ال مريع رئيس نادي ابها الأدبي فشكر الحضور الكبير من الجنسين وشكر المحاضر على ماقدمه من معلومات تاريخيه وكذا مدير الحوار وأشار الى ان النادي لديه مشروع تاريخي في مجال التراث التاريخي وطلب مشاركة الجميع ثم دعى المشرف على فرع الجمعيه التاريخيه بعسير الدكتورسعد بن عثمان لتقديم درعا النادي للمحاضر ومدير الحوارثم وقع الحمادي على كتابه فرسان من عسير ووزع على الحضور.