تباينت وجهات النظر بين الحضور في أمسية أدبي أبها مساء أول من أمس الاثنين,يأتي ذلك من خلال برنامج النادي الصيفي, والتي عُرضت خلالها ثلاثة أفلام إبداعية, حيث استضاف النادي فرق العمل التي أظهرت هذه الأعمال وهي: “أين غابتي” سعيد عليان وسلطان العسكري, و”هوامش لم تقرأ” محمد السريعي والمخرج محمد الراوي, و”اسمايل” ماجد التيهاني وفراس شحبي, وكانت قد عُرضت الأفلام الثلاثة أمام الحضور, حيث عرض الفيلم الأول
“أين غابتي” ـــ
وتمت مناقشة فريق عمله بطريقة المداخلات من قبل الجمهور, والتي قام على إدارتها وترتيبها مدير الأمسية الأستاذ علي فايع الألمعي, وأظهر الفيلم أهمية العناية بالمسطحات الخضراء والأثر الذي يتركه الإغراق في امتداد التنمية دون وعي والقضاء على النباتات والبيئة الطبيعية, وتحويلها إلى أشكال مشوهة وبشعة, جاء ذلك من خلال العصفور بطل الفلم وبين الأديب إبراهيم طالع بأن اسمه المحلي “عِفَال”, كما أكد الأستاذ حسن مخافة في مداخلته بأن الفيلم يوصل رسالة سامية وقوية, ووجه لومه لفريق العمل الذي لم يعمل على تسويق وانتشار هذا الفيلم حتى يلقى الرواج المناسب, ورد عليه عليان بأن المبدع ما عليه إلا انتاج إبداعه وليس معنياً بالتسويق والدعاية التي هي من أدوار الإعلام والإعلاميين.
وفي الفيلم الثاني “هوامش لم تقرأ” __
والذي يحكي معاناة الناس الحياتية والمعيشية في بعض المناطق التهامية, وتهامة قحطان على وجه الخصوص, حيث بين افتقارها إلى الكثير من التنمية, قام السريعي بشرح موجز لفكرة العمل والملابسات التي مرّ بها منذ أن تم تصويره وحتى كتابة نص التعليق عليه, وأوضح الراوي تأخر التعليق مدة شهرين ثم كُتابته في نصف ساعة, وكان الفيلم قد أثر في نفوس الحضور نظراً لما تضمنه من مشاهد تحكي وتصور الفقر لأناس بدى أنهم منسيين لم يصلهم من التنمية الخدمية غير اسمها.
أما الفيلم الثالث “اسمايل” __
والذي يصور الابتسامات تصويراً تصويراً فوتغرافياً, فقد تناول بورتاريه لوجوه مبتسمة, وبين التيهاني أن فريق عمل الفيلم انتقل إلى دبي ليبحث عن استكمال تصوير وجوهاً ضاحكة بسبب ندرة المشهد داخلياً وعدم القدرة على تصوير الابتسامة العفوية, الأمر الذي أدى بمخرج الفيلم الثاني الراوي إلى انتقاد الابتسامات المصطنعة والموسيقة التصويرية واهتزاز الصورة من ناحية فنية, كما تساءل إبراهيم مسفر عن سبب الهجرة خارجياً للبحث عن الابتسامة وهل أصبحت شحية محلياً؟ وقد أكد فريق فراس شحبي بأن هذه هي تجربتهم الأولى وهم يرحبون بالنقد الهادف ويمدون جسور التعاون في أعمالهم القادمة, فيما أوضح التيهاني أن البحث عن التنوع والاختلاف هو من دعاهم للبحث الخارجي عن مشاهد أكثر تنوعاً, وأكد رئيس لجنة الإبداع وعضو مجلس إدارة النادي الأستاذ ظافر الجبيري على اهمية دعم واحتضان هذه الأفكار الشبابية الطموحة, وترحيب النادي بالمبدعين وما يحملونه من أفكار تجديدية, كما أبدت إحدى المتداخلات من القسم النسائي أهمية الافتخار والدعم لهذه المنتجات الشبابية ودعمها من قبل المؤسسات المعنية.
في نهاية الأمسية, تحدث الدكتور أحمد آل مريع وشكر الحضور وجميع فرق عمل الأفلام الثلاثة على ما تم تقديمه, وعلى التفاعل المتميز ما بين الأعمال الإبداعية التي عُرضت والجمهور الذي أثرى النقاش بمداخلاته, ووضح أن نادي أبها الأدبي كمؤسسة ثقافية يسعد بتجارب الشباب ويتيح له الفرصة مشرعة ليتواصلوا مع المشهد من خلال إمكاناته.. ثم كرّمَ الأعمال الثلاثة بدروع النادي التذكارية.